بحث مخصص

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

سمات التخطيط الاستراتيجي

سمات التخطيط الاستراتيجي
________________________________________

إذا اعتبرنا إن المبادرة والتخطيط من منظور عالمي هي من أهم سمات التخطيط الاستراتيجي فان هناك سمات أخرى منها :
1. عمق التخطيط : إن العمق الاستراتيجي والجرأة هي من أهم سمات التخطيط الاستراتيجي وقد لازمت هذه الصفة معظم المخططات الإستراتيجية لأصحاب المصالح الدولية.

من الحقائق المعروفة منا أن الاستعمار في الحقب الماضية كان يسير لتحقيق أهدافه المختلفة وعلى رأسها الأهداف المادية بالسيطرة والحصول على الموارد الاقتصادية المختلفة لذا فقد كان توفر مقومات معينة مثل وفرة موارد طبيعة كالذهب أو النفط أو الأرض الزراعية أو وفرة الرجال الأقوياء واستخدامهم في الزراعة أو الجيش .. الخ تقف على رأس حيثيات اتخاذ القرار باستعمار تلك الدولة أو غيرها .. إلا إن بعض التي جرت مؤخرا إشارة إلى هناك منطقة لم تتوفر فيها تلك الحيثيات وع ذلك جرى استعمارها وهي فلسطين وفي سبيل البحث عن السر وراء ذلك توصل بعض العلماء إلى إن بريطانيا في إطار تخطيطها الاستراتيجي لمستقبل مصالحها في الشرق الأوسط وفي ظل إدراكها لعدم إمكانية استمرار الاستعمار المباشر نتيجة لتنامي وعي الشعوب رأت إن السيطرة على تلك المنطقة تتطلب إنشاء كيان دولة تتبع لها يتم من خلالها السيطرة في منطقة الشرق الأوسط .

هذا الوضع قاد بريطانيا للتحالف مع اليهود الذين كانوا في ذات الوقت يخططون بسويسرا لإقامة دولة لهم في منطقة فلسطين ، ويكفينا هذا المثل لنعلم مدى عمق التخطيط الاستراتيجي لأصحاب المصالح الدولية الذي لم يتوانى في تأسيس دولة وإخراجها إلى الوجود طالما إن ذلك مهم لتحقيق مصالحه وهو مثال يجعلنا ندرك عمق التخطيط الأجنبي الذي يسعى لتقسيم دول أو تفتيتها كما هو الحال في إفريقيا.

2. السعي لتحقيق أهداف كبرى تتسم بالجرأة والتحدي ،وإحداث تغيرات إستراتيجية وأساسية وهذا يتطلب تنفيذ العديد من الخطط الطويلة والقصيرة والبرامج والتكتيكات التعاونية، حيث يوفر التخطيط الاستراتيجي الإطار الفلسفي الذي يتم بموجبه تحقيق التكامل والتناسق والترابط بين الهدف والسياسات( الطويلة والقصيرة والمتناهية الصغر ) بما يضمن إن كافة الأهداف والأنشطة المتناثرة هنا وهناك تصب جميعها نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية . الوضع يحدث الفهم الخاطئ حيث يتوه الغالبية مع الأهداف المتوسطة والقصيرة والتكتيكات التعاونية ، دون إدراك كاف للمخططات الاستراتيجية هذا الوضع مقرونا بجرأة المخططات الإستراتيجية تجعل من قبول الأهداف الإستراتيجية والإيمان بوجودها أمرا صعب التصديق ومن أمثلة ذلك ، المخطط الاستراتيجي الأمريكي لإعادة تشكيل القارة الإفريقية والسيطرة على الموارد العالمية فبدا من إدراك الهدف الأساسي لكل ما يجري في الساحة السياسية وفق هذا المنظور فان الساحة أو جانب كبير منها في العالم تشتغل بالبرامج والأمور التكتيكية المصاحبة لتلك الخطط مثل اتهامات حقوق الإنسان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب .. الخ .

فالإستراتيجية هي وسيلة تحدد كيفية تحقيق الأهداف الاستراتيجية ويمكن وصفها بأنها خطة طويلة الآجل ذات أهداف إستراتيجالطويلة.تحقيقها تنفيذ العديد من الخطط الطويلة والمتوسطة والقصيرة الأجل والبرامج والسياسات وتحقيق العديد من الأهداف الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والمتناهية في الصغر إلا إن تحقيق ذلك جميعا يصب في تناسق وتكامل وانسجام لصالح تحقيق الهدف الاستراتيجي الكبير للدولة أو الشركة أو لأي تنظيم . كما إن الإستراتيجية هي التي تبلور الأطر والفلسفة التي تحكم قرارات المنظمة والخطط المنبثقة عنها ومن بينها الخطط الطويلة، والإستراتيجية تعمل على قراءة المستقبل والتعامل مع البيئة بصورة أكثر واقعية.

محاور التخطيط الاستراتيجي :
أما المحاور التي ينطلق منها التخطيط الاستراتيجي للتعامل معها فهي ستة محاور أساسية :
• المحور الأول يتعلق بالتعامل مع بيئة المنظمة الخارجية والداخلية.
• المحور الثاني يتعلق بكيفية الاستفادة من الفرص واستغلالها .
• المحور الثالث كيفية الاستغلال الأمثل لموارد المنظمة .
• المحور الرابع تجنب التهديدات .
• المحور الخامس تحقيق المركز التنافسي أو الميزة النسبية للمنظمة.
• المحور السادس خلق الترابط الايجابي بين المنظمة وبيئتها المحلية والخارجية.

مستويات الإستراتيجية في الدولة :
جرى العرف إن الإستراتيجية لها العديد من المستويات في الدولة وهي كما يلي:
الاستراتيجية القومية أو العامة أو العليا
ذلك مستوى استراتيجيات القطاعات السياسي ، الاقتصادي ، الاجتماعي ، الإعلامي ....
ثم مستوى أكثر تفصيلا بكل قطاع مثل إستراتيجية الزراعة، التعدين الخ.

في المستوى القومي يتم تحديد رسالة الدولة وأهدافها الإستراتيجية وهي غالبا ما تشمل أهداف اقتصادية وسياسية واجتماعية وهي تكون أهداف عامة.
في مستوى القطاعات يتم تحديد الرسالة والأهداف بصورة أكثر تفصيلا ونجد إن تصميم رسالة وأهداف القطاع تتيح فرصة لتنسيق النشاط في القطاع المعين مثل القطاع الاقتصادي حيث يتم بلورة رسالة القطاع وأهدافه بمراعاة التخصصات الأخرى من زراعة وصناعة وتعدين ومياه الخ .. لتأتي خطة هذا القطاع متكاملة ومتناسقة ومترابطة ومن ثم يتم خلق الترابط مع القطاعات الأخرى بصورة أفضل وأكثر سهولة مما لو تم التخطيط على مستوى التخصص مباشرة.
في مستوى التخصص يتم تحديد الأهداف الإستراتيجية بصورة مفصلة ومحددة لكل تخصص .

من خلال التقسيمات أعلاه نجد إن الأهداف في المستوى الأخير تسعى إلى تحقيق أهداف في ثلاثة اتجاهات هي:

انجاز ما يليها من الأهداف الإستراتيجية القومية والقطاعية .
انجاز ما يليها لتحقيق أهداف تتصل بالتعليم لتخريج الكوادر المطلوبة للتنمية ونجد إن هناك اتصال بين أهداف العلاقات الخارجية والأمن والمصالح الاقتصادية وصلة بين الأمن والأعلام والاقتصاد الخ.
تحقيق الأهداف التخصصية أو الفرعية المباشرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق